“وكيف كانت طلعتكم اليوم؟” هكذا وجّهت سؤالي لبنات أفكاري الثلاثة (حروف، وصايف، ومرام)، وكالعادة بدأت “حروف” بالحديث ونسج حروفها العذبة المتناغمة قائلة: قررنا اليوم أن نتعشّى .. ثم نمضي ونتمشى، مضينا نتبادل أطراف الحوار .. وكان البحر بالجوار، فجأةً أحسسنا بمشاعرٍ سارَّة، نحو أخلاقِ المرتادين والمارّة، لمحنا ”كشك“ بدون بائع .. وقفَ يلوّح للمارّة بالبضائع .. ولم يفكّر أحدٌ بخطف شيء دونَ أن يدفع ثمنه!
“دقيقة يا حروف” هكذا قاطعتها “وصايف” وبدأت كالعادة بوصف المشهد وتصويره قائلة: ليتكَ كنتَ معنا لتشاهد كيف كان البرتقالي طاغياً، يتألّق في أضواء المتجر الصغير، ينسكب في البحر، وكأن الشمس فرشاةٌ انغمست في كوب ماء وتركت بقايا لونها البرتقالي المُحمَر.
انتهت وصايف من حديثها وكنتُ مستمتعاً باللوحة التي رسمتها، ولكني كنتُ أتساءَل في داخلي ما الرابط بين كلِّ ما يقولونه، ما الهدف، ما الرسالة؟
وهنا قاطَعت “مرام” حبل أفكاري لتبيّن لي ما يرمُون إليهِ قائلة: الشاهد من كل هذه المشاهد هو تسليط الضوء على “الأمانة” التي حمَلها هؤلاء المارّة وقبلها “الثقة” التي يتمتع بها صاحب المتجر، فقط أرادوا أن يبيّنوا لك بأنه لا يوجد ما يدعو للخوف الزائد عليهن .. “الناس هنا فيهم خير”!
قمتُ من وجبة الأفكار وقد تُرجمت في خاطري الكلمات الشاعرية والصور الجميلة لرسالة واضحة .. فهمتُ المغزى منها بشكلٍ واضح.
“وهكذا عندما نقدُّم الأفكار لعملائنا، من المهم أن نغلّف الصور ونربط الحروف بمعنى مُقنع ورسالة واضحة المعالم“
عندما تكون كاتب محتوى إبداعي، فإن بنات أفكارك غالباً اجتماعيات، ويتم استدعاؤهنَّ بشكلٍ مستمر لذوقهن المختار بعناية وكلامهنَّ المرتب والموزون، سواءً كان ذلك بشكل يومي، أو في المناسبات المهمّة، ولذلك من الضروري أن تحاول التنبؤ بهذه المناسبات ومعرفة الثابت منها كل عام، ليكون هناك وقت كافي لتفصيل الثوب المناسب لكل مناسبة، والمساحة الكافية لتحضير جميع الإكسسوارات وأغراض الزينة المطلوبة ليظهروا عند أقرانهنَّ بأجمل وأكمَل حُلّة
أما بالنسبة للخروج اليومي فأنتَ تحتاج لحلٍّ عملي، يجمع بين المظهر الجيّد لبنات أفكارك وسرعة التجهيز، لكي لا تتأخر كثيراً وأنتَ تنتَظر خروجهن، وتُحرَج أمامَ أصحاب المناسبة