في وقتنا الحاضر، وفي النطاق الإقليمي تحديدًا، نلحظ تزايدًا في إنتاج الفيديو من الجهات الرسمية أو العلامات التجارية، وبالمقابل نجد إقبالًا متزايدًا من الجمهور على المحتويات المرئية، فتشير الإحصائيات في الشرق الأوسط إلى أن انتشار الفيديو يزداد بمعدل 8 أضعاف منذ عام 2015 وصولًا إلى عام 2020، وهذه الحركة متسارعة النمو تشير في عالم التسويق الرقمي إلى نتيجة واحدة: سيكون الفيديو أهم وأفضل وسيلة للتسويق!
لذا، هذه تدوينة تطرح الأسباب التي تجعل الجمهور يتجاوب مع المحتويات المرئية أكثر من تجاوبهم مع المحتويات النصية، وبالمقابل، تصبح الأسباب بالنسبة للجهات الرسمية أو العلامات التجارية دافعًا للتركيز أكثر على التسويق عبر الفيديو:
تشير الإحصائيات إلى أن الفيديوهات الإعلانية أو التوضيحية للمنتجات، تحفز المشترين للشراء والتجربة أكثر من الإعلانات المكتوبة، فـ 80% من المستهلكين يعتقدون بأن مقاطع الفيديو التوضيحية مفيدة قبل إجراء أي عملية شراء، و50% من مستخدمي الإنترنت يبحثون عن مقاطع فيديو ذات صلة بمنتج، أو خدمة قبل زيارة أي متجر \ جهة؛ وهذا يوضّح الإقبال المتزايد من المشاهدين على الفيديوهات التي يكون محتواها تجربةً لمنتج مباع، أو تجارب المستخدمين حول خدمة مُقدّمة من جهة معينة.
ففي الوقت الحاضر، بشكلٍ تقريبي إن أراد مستهلك شراء منتج ما، فسيتجه غالبًا إلى مشاهدة فيديو يوضح مزايا المنتج ومواصفاته بدلًا من القراءة عنه.
أشارت دراسة إلى أن الدقيقة الواحدة من الفيديو تعادل في تأثيرها 1.8 مليون كلمة! تبدو مبالغة؟ هذا ممكن!
لكن، للفيديو إمكانيات لا يملكها النص، فبالفيديو تجتمع الفكرة، مع الأداء الصوتي، والموسيقى المختارة، وتعابير الوجه …وغيرها، وهذه العناصر كلها تجتمع لتكوّن مشهدًا يصل إلى المشاهد بشكلٍ أبلغ، وتزيد من نسبة تفاعله.
إضافة إلى ذلك، للفيديو متعتةً مختلفة عن متعة القراءة، فتشير الإحصائيات إلى أنه في حال كانت الصفحة تحتوي على محتوى مقروء ومرئي متشابه، فـ 70% من المتصفحين يتوجهون إلى متابعة المحتوى المرئي ليحصلوا على معلومات المحتوى.
وإلى جانب إتجاه الجمهور إلى مشاهدة الفيديو للتعلم، أو الاستطلاع، فإن بنسبة 95% من الجمهور ترسخ الرسالة الموجهة في أذهانهم أكثر في حال تلقوها عبر الفيديو.
يعتبر تواجد الفيديو في صفحة الجهة أو العلامة التجارية سببًا للظهور بالنتائج الأولى في محركات البحث، وهذا يعمل على على زيادة معدلات الزيارة لصفحة الجهة الرسمية أو العلامة التجارية بنسبة تصل إلى ١٥٧٪، إلى جانب أن المستخدمين يقضون وقتًا مضاعفًا على الصفحات المحتوية على الفيديوهات أكثر من الصحفات المحصورة في النصوص.
كل هذه الأسباب، وأكثر، تدفع المسوقون الرقميون إلى التسويق عبر الفيديو، لكن، ما هي معايير الفيديو الناجح؟
بالرغم من أن كلمة “ناجح” ليس لها مفهومًا واضحًا، فالنجاح أمر نسبي، لكن لنحدد النجاح بهذه المعايير:
، يمكننا أن نوجز بعض النصائح التي تجعل من تسويقك عبر الفيديو أمرًا ناجحًا:
يجب أن يكون التركيز في إعداد الفيديو على الثواني الأولى، فهي التي تحدد هل سيكمل المشاهد الفيديو أم لا، فبشكلٍ تقريبيّ العشر ثوانٍ الأولى هي المحك، وهي ما ستعطي انطباعًا أوليًا لدى المشاهد، ومنها يتشكل انتباهه وقراره في إكمال الفيديو أو تركه، لذا يجب أن تكون بداية الفيديو مثيرة لاهتمام المشاهد.
إما بإجابته على سؤالٍ ما، أو لتحفيزه على فعل / ترك عادة، أو لترغيبه في شراء منتجٍ ما …إلخ. وفي حال أكمل المشاهد الفيديو إلى نهايته، فمن اللازم أن تكون النهاية أيضًا نهاية إبداعية، فهي الانطباع الذي يُترك في ذهن المشاهد بعد مشاهدته للفيديو، وهي ما ستجعله يرغب بمشاركة الفيديو مع الآخرين.
كلما كان الفيديو أقصر، كلما زاد إقبال المشاهدين عليه، فلم يعد الآن الفيديو الطويل محببًا في هذا الوقت، فثلثي مستخدمي الإنترنت يفضلون مشاهدة الفيديو الذي تقل مدته عن الـ ٦٠ ثانية
يميل المشاهدون إلى الفيديوهات التي تتناول قصة ما، أيًا كانت هذه القصة، فالقصص تجعل المحتوى وكأنه مرويًا إلى متلقٍ (مشاهدٍ) واحد فقط، وتشعر المتلقي بأنه يستمع وبشكلٍ مباشر إلى صوت الفيديو دون حواجز، إلى جانب الشعور بالقرب والمصداقية في نوع المحتوى.
نورة الخليفي